مقدمة عن يوم عرفة
الحمد لله العفو الغفار العزيز الجبار، مصرف أنواع الأقدار ليمتاز الأخيار عن الأشرار، تفضل على العباد بالنعم الغزار والخير الدرار، ليتخلل ذلك بعض المصائب لحم ومصالح قدرها الحكيم الغفار
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الأسرار ومدبر الأمر في الليل والنهار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المختار، رب العالم ين بقوله ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم، عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رءوف رحيم” ، فصلي اللهم على عبدك ورسولك محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.إن يوم عرفة هو أفضل يوم طلعت عليه الشمس، وهو اليوم الذي يخرج فيه حجاج بيت الله الحرام شعسا غبرا لأداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف بصعيد عرفة ، رافعين أكفة التضرع للمولى عز وجل راجين مغفرته وعتقه من النار.
أما بعد:
فضل يوم عرفة أكبر من نذكره في خطبة واحدة، إن ليوم عرفة هو شرفًا عظيم وفضلا كبير من الله عز وجل، فهذا هو اليوم الذي نالت فيه أمة محمد وسام الرفعة والشرف على سائر الأمم أجمعين، فذلك هو اليم الذي انزل فيه على محمد عليه الصلاة والسلام” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا”، أنزلها الله على نبيه يوم عرفة في يوم الجمعة.